الأحد , ديسمبر 3 2023

ولكن.. هجرة العرب أمرُّ من الحنظل!

تعتبر الهجرة من التحديات التي تواجه العديد من الدول، وتسبب نقصاً في الكفاءات والخبرات، خصوصاً فيما يتعلق بهجرة العقول المفكرة التي من المفترض أن تساهم في تقدم وتطور بلدانها، لكنها تجد في الهجرة أمراً مغرياً يغريها بمغادرة بلدها والهجرة إلى دول أخرى، وتعتبر هذه المشكلة من المشاكل التي تواجه دول العالم الثالث بشكل خاص، إذ أن معظم سكان هذه الدول يرغبون بالهجرة ويعتبرونها حلماً بالنسبة لهم، إذ ينظرون إلى السفر والهجرة نظرة أمل وحب للتغيير.

على الرغم من الإيجابيات الكثيرة للهجرة، وكيف أنها من الممكن أن تصنع فرقاً كبيراً في حياة الفرد وتساعده في الاطلاع على ثقافات جديدة ولغات مختلفة وتكوبن صداقات متعددة وبناء كيان مستقل وموافق للطموح الذي يحلم فيه، في الوقت نفسه من الممكن أن يحدث العكس تماماً، ويحدث أن يرفض المجتمع الأفراد المهاجرين إليه، ويرفض اندماجهم فيه ويعاملهم بطريقة عنصرية كبيرة، كما أنه في أغلب الأحيان يحدث صدمة لدى المهاجر ولا ينسجم أبداً مع الدولة الجديدة، وربما يُصاب بالضياع، سواء ضياع الهوية أو الهدف أو حتى ضياع الطموح.

تتعدد أسباب التفكير في الهجرة، وخصوصاً فيما يتعلق بهجرة الشباب، إذ أن الشباب بشكل عام يميلون إلى التغيير وحب الاستطلاع، بالإضافة إلى الرغبة في الدراسة أو العمل، هذا فيما يتعلق بالهجرة الاختيارية، أما فيما يتعلق بالهجرة القسرية فإن أسبابها كثيرة ومؤلمة ومن أهمها الحروب التي تعتبر من أكثر أسباب الهجرة القسرية، حيث يهاجر أبناء الدول التي تتعرض للحروب والكوارث إلى الدول الآمنة هرباً من القتل والتشريد والدمار، ومن أسبابها أيضاً الهروب من المجاعات والأمراض الوبائية وغيرها من الأسباب التي تدفع بالإنسان إلى مغادرة وطنه وأهله دون أن يفكر في تبعيات هجرته.

ولكن ..هجرة العرب أمرُ من الحنظل

بعد انفجار بيروت كانت الهجرة سبيلُ اللبنانيين الوحيد ، فمثلا شادي رزق نجا بأعجوبة من انفجار مرفأ بيروت الضخم بعدما كان يوثّق بهاتفه من مكتبه الحريق الذي سبق الفاجعة، وانتهى به الأمر مع 350 قطبة في أنحاء جسده وقرار حاسم ببدء حياة جديدة خارج لبنان، قبل وقوع الانفجار، كان لبنانيون كثر يقرعون أبواب الهجرة جراء الإنهيار الاقتصادي المتسارع وهرباً من طبقة سياسية يتهمونها بالفساد وهدر المال العام ويطالبون منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي برحيلها مجتمعة،وجاء الانفجار ليفاقم غضبهم خصوصاً بعد إعلان السلطات أن الانفجار ناجم عن كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم مخزنة منذ سنوات في أحد مستودعات المرفأ.

ويقول شادي (36 عاماً)، الذي ملأت القطب الجراحية وجهه ويديه ورجليه، “لا أشعر بالأمان هنا. منحني الله حياة جديدة، فرصة جديدة، ولا أريد أن أعيشها هنا”.

في الرابع من آب/أغسطس، وقف شادي خلف نافذة مكتبه في الطابق السادس، يصوّر بهاتفه حريقاً اندلع في مرفأ بيروت. وبعد ثوان قليلة، دوّى الانفجار وسقط أرضاً بينما تناثر حوله الزجاج وفرش مكتبه، ويروي شادي أنّ الممرضة صرخت للطبيب حين عاينت ذراعه “إنه الوريد”، مضيفاً “في تلك اللحظة، قلت لنفسي: إنتهى الأمر”.

أما اليوم، فكل ما يريده هو مغادرة لبنان إلى كندا، التي أنشأت فريقاً لتسريع خدماتها القنصلية وضمان الإجابة سريعاً على أسئلة اللبنانيين الراغبين بالهجرة إليها، ويقول الشاب ذو اللحية الكثة والشعر الطويل “لا أستطيع أن أعيش هنا بعد اليوم، حاولنا أن نغيّر، حاولنا أن نقوم بثورة، لا شيء يتغير بل بالعكس تذهب الأمور نحو الأسوأ، إنهم يقتلوننا ببطء”.

ويضيف “أريد أن أغادر، فقدت الأمل بهذا البلد. أريد أن أعيش في مكان أستطيع فيه أن أفكر بالمستقبل، وليس في ما سيحصل غداً أو بعد غد، وإذا كنا سنبقى على قيد الحياة بعد ساعة فقط”، منذ الانفجار الذي أودى بحياة 177 شخصاً وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 آخرين وشرّد نحو 300 ألفاً من منازلهم، يبدي لبنانيون يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة، رغبتهم بالهجرة والبحث عن فرص عمل في الخارج.

ومنذ عقود، شهد لبنان أزمات متتالية: حرب أهلية (1975- 1990) وتوترات أمنية وتفجيرات واغتيالات، دفعت أساساً بمئات الآلاف إلى الهجرة أو البحث عن عمل في الخارج. وفي كل عائلة لبنانية، يوجد فرد على الأقل اختار مغادرة البلاد إلى أميركا اللاتينية أو الدول الأفريقية أو أوروبا أو دول الخليج.

ودفعت الأزمة الاقتصادية المتسارعة الآلاف إلى الهجرة، بعدما خسر كثيرون وظائفهم أو جزءاً من مداخيلهم بعدما فقدت الليرة نحو 80 في المئة من قيمتها. وتوقّفت المصارف منذ أشهر عن تزويد زبائنها بالدولار حتى من ودائعهم، بعد دقائق من وقوع الانفجار، اتصل وليد بزوجته السابقة في باريس ليبلغها أنّه يجدر بابنيهما التوأم (17 عاماً) مغادرة لبنان والالتحاق بها.

ويقول الطبيب الجراح في الأربعينات من العمر “حاولت أن تُهدّئ من روعي فيما كنت أكرر خذيهما، خذيهما”. ويضيف بصوت مرتجف “من واجبي كوالد أن أؤمن لهما ظروفاً لا يكونان فيها معرّضين للصدمة أوتكون حياتهما في خطر”، كان وليد في المنزل مع ابنه باولو حين شعر بما يشبه هزة أرضية قبل أن يدوي الانفجار، وأول ما فعله كان أخذه إلى الحمام حيث عانقه كما كان يفعل مع والده خلال المعارك والقصف في سنوات الحرب الأهلية.

هجرة الفنانين العرب إلى كندا

ينشط  الممثل السوري قيس الشيخ نجيب على صفحات السوشال ميديا، معلناً عن مشاريعه ونشاطاته الفنية. قبل أيام، كشف الممثل السوري عن إستعداده لعرض برنامج «قعدة رجالة» الذي ستبثه قناة osn الاسبوع المقبل، ويشارك في تقديمه إلى جانب زميليه اللبناني نيكولا معوض والمصري خالد سليم. العمل التلفزيوني حواري فني، حيث يستقبل الثلاثي في كل حلقة ضيفاً تتم محاورته بأسلوب جريء. لكن قبل ساعات، ضجت صفحات السوشال ميديا بخبر هجرة النجم السوري إلى كندا. ولفتت المواقع الفنية إلى أن نجم مسلسل «أولاد آدم» (سيناريو رامي كوسا وإخراج الليث حجو وإنتاج «إيغل فيلمز»)، قد قرّر الإنتقال الى كندا مع عائلته بشكل نهائي. وأوضحت المواقع أن الممثل الذي كان يقضي غالبية وقته في بيروت قد ترك المدينة أخيراً، على أن يعود اليها لتصوير أعماله الفنية.

كما قرررت الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم، مغادرة لبنان برفقة أطفالها والعيش في بلد آخر، وذلك بعد إصابتها في انفجار مرفأ بيروت، وقالت نادين نجيم في تغريدة على “تويتر”: “من هذه اللحظة من المشفى اتخذت قرارا، رح أترك البلد وأعيش بأمان في بلد آخر يحترم شعبه أحسن ما أكون في بلد حاكمينه زعران وأموت”، وأضافت نادين موجهة كلامها إلى المسؤولين: “بس تنقبروا أنتم تحت التراب نحن بنرجع على وطننا، غير هيك ما له لزوم الحكي، وشكرا”.

لماذا الهجرة إلى كندا؟

تُعد كندا إحدى أكثر الدول أماناً في العالم، حيث تم تصنيف كندا كثامن أأمن دولة في العالم وفق مؤشر الأمان العالمي. إلى جانب ذلك، فهي تُقدّم مستوى معيشي عالٍ، ومميز على مستوى العالم.

عبر السنين، برزت كندا كوجهة رئيسية للأشخاص الذين يسعون للهجرة وبدء حياتهم في مكان آمن. وتُقدّم كندا برنامجيّ هجرة رئيسيين، الأول هو برنامج هجرة الكفاءات إلى كندا (هجرة العمالة الماهرة إلى كندا)، والذي يُمكّن المهنيين وذوي الخبرة من الهجرة إلى كندا وفق نظام الدخول السريع إلى كندا (اكسبرس انتري)و من ثم الحصول على الاقامة الدائمة في كندا، وبالتالي قابلية التقديم للجنسية الكندية.

أما برنامج الهجرة الثاني هو برنامج هجرة الاستثمار، والذي يهدف إلى تشجيع المستثمرين ورياديي الأعمال على المساهمة في نموّ كندا من خلال الاستثمار فيها. ويمكن الاستثمار في أكثر من مقاطعة كندية، حيث تمتلك كل مقاطعة قوانين وقواعد خاصة بها فيما يتعلّق بالاستثمار. ويمكن للمستثمر اختيار إحدى المقاطعات الكندية التالية للاستثمار بها: أونتاريو، وكولومبيا البريطانية، ونيو برونزويك، وجزيرة الأمير إدوارد، ومانيتوبا، وساسكاتشوان، ونوفا سكوشا.

امتيازات وفوائد الهجرة إلى كندا – هجرة الكفاءات

  • تعليم مجانيّ للأطفال، ورسوم جامعية مُخفّضة للتعليم العالي.
  • تأمين صحيّ مجانيّ.
  • معونات ضريبية  للعائلات التي تمتلك أطفالاً تحت سن الـ ١٨.
  • مزايا ومعونات نظام الضمان الاجتماعي، والتي تشمل من ضمنها رواتب ومعاشات التقاعد، ومزايا للأم والأب، وغيرها.
  • حقوق عمالية كاملة، بالإضافة إلى المساعدة في البحث عن عمل في القطاعين العام والخاص.
  • إمكانية الحصول على الجنسية الكندية(في حال استيفاء الشروط).
  • إمكانية ضمّ الأزواج والأطفال حتى سن الـ ٢٢.

حول برنامج الهجرة إلى كندا – هجرة الكفاءات

برنامج هجرة الكفاءات إلى كندا (هجرة العمالة الماهرة إلى كندا) هو برنامج مصمم لتشجيع  ذوي الخبرة من أصحاب الكفاءات الماهرة على العمل في كندا. تم تطبيق برنامج الهجرة إلى كندا – هجرة الكفاءات لأول مرة في عام 1967، وتم تعديله أكثر من مرة ليلائم النقص في العمالة. أما الآن فإن البرنامج يُركّز على استقطاب المهاجرين ذوي الخبرة المُستعدين للعمل بشكل فوري، والذين يتوافقون مع المعايير الصحية والأمنية المطلوبة.

يستخدم برنامج الهجرة إلى كندا – هجرة الكفاءات نظام النقاط، الذي يُستخدم لتحديد مدى أهلية المتقدمين للهجرة إلى كندا، حيث يتم منح للمتقدمين نقاط مقابل العمر، والتعليم، والخبرة العملية، ومهارات اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وغيرها من العوامل الهامة مثل وجود أقارب من الدرجة الأولى مقيمين في كندا، والقدرة على التكيُف، والقدرة على الحصول على عرض عمل من شركة كندية.

يتم اختيار المتقدمين الذين يحصلون على أعلى الدرجات بشكل دوري وفق عدد محدد سنوياً يتم الإعلان عنه من قِبَل دائرة الهجرة والجنسية الكندية. ويتم قبول المتقدمين المختارين ومنحهم حق الهجرة إلى كندا والدخول إليها مع أزواجهم/زوجاتهم وأطفالهم.

متطلبات وشروط التأهل للهجرة إلى كندا – هجرة الكفاءات

هناك عدة شروط ومتطلبات للهجرة إلى كندا من خلال برنامج  هجرة الكفاءات، حيث يجب على المتقدم أن:

  • يبلغ 18 عاماً فما فوق.
  • يحصل على ٦٧ نقطة على الأقل في نظام النقاط التأهيلي.
  • يمتلك الحد الأدنى من المتطلبات المالية وفقاً لحجم العائلة.
  • يتوافق مع المعايير الأمنية المطلوبة.
  • يتوافق مع المعايير الصحية المطلوبة.
  • يتوافق مع معايير اللغة المطلوبة.

الخطوات والجدول الزمني

  • توقيع العقد وجمع الوثائق المطلوبةخلال 14 يوماً.
  • التقديم على تقييم الشهادات العليا.٤-١٢ أسبوعاً
  • التسجيل في برنامج الدخول السريع إلى كندا (اكسبرس انتري) وطلب الترشيح من المقاطعات وفقاً لشروطهابعد ٩ أشهر
  • الحصول على دعوة طلب الحق بالإقامة الدائمة وتقديم المعاملة.٤-٦ أشهر
  • الدخول إلى كندا كحامل للإقامة الدائمة

تحرير: حنان الشوفي

عن حنان الشوفي