يشير مصطلح تنظيم الأسرة عموماً إلى الأساليب التي تسمح للنساء التحكم بالإنجاب وتحديد النسل الهرموني مثل حبوب منع الحمل، منع الحمل عن طريق الحقن، استخدام الرجال للواقي الذكري أو مبيدات النطاف في كثير من الأحيان، وكذلك الإجراءات الجراحية للحد من الخصوبة مثل استئصال الأسهر (أنبوب نقل النطاف الناضجة إلى الإحليل)، أو حتى الامتناع عن ممارسة الجنس.
وهناك ما يُسمى بتنظيم الأسرة الطبيعية، هذا النوع لا يتطلب أي حبوب أو هرمونات أو أجهزة، وبدلاً من ذلك تقوم النساء برصد دورة الطمث والامتناع عن ممارسة الجنس خلال أوقات الشهر التي يُحتمل أن يحدث فيها الحمل.
فوائد تنظيم الأسرة
طبقاً لمكتب خدمات الصحة وتنظيم الأسرة في ولاية كاليفورنيا فإن تنظيم الأسرة يقلل من عدد حالات الحمل والإجهاض بين النساء، ويتيح للمرأة فرصة الاختيار عندما يكون الوقت مناسباً لإنجاب طفل، كما يتيح تنظيم الأسرة للمرأة أيضاً خيار الانتظار حتى تكون قادرة مالياً على رعاية الطفل، كذلك يتيح لها الوقت لمتابعة أهداف التعليم والتوظيف دون القلق بشأن العبء المالي لحملٍ غير مخطط له.
بشكلٍ عام يضمن تنظيم الأسرة التعرف على وسائل منع الحمل للنساء والأزواج وضمان الإنجاب في الوقت المناسب، فهذا أمر ضروري لضمان رفاه المرأة واستقلاليتها مع دعم صحة المجتمعات وتنميتها، ويتحقق معه وتقليل حدوث المخاطر الصحية المتعلقة بالحمل لدى النساء، وتنخفض بذلك الحاجة إلى الإجهاض لاسيما الإجهاض غير المأمون، يسمح ذلك أيضاً بتحديد عدد الأطفال والمباعدة بين الولادات.
كما أن قدرة المرأة على اختيار قرار الإنجاب والتوقيت المناسب لذلك له تأثير مباشر على صحتها وسعادتها، ويسمح تنظيم الأسرة بالتباعد بين حالات الحمل ويقلل نسبة المشاكل الصحية وحالات الوفاة التي تحدث عن الفتيات نتيحة الإنجاب المبكر، أو عند النسار كبيرات السن، اللواتي يواجهن مخاطر متزايدة تتعلق بالحمل كما يتيح تنظيم الأسرة للنساء الراغبات في الحد من حجم أُسرهن القيام بذلك، وتشير الدلائل إلى أن النساء اللواتي لديهن أكثر من 4 أطفال يتعرضن لخطر متزايد لوفيات الأمهات، كما أن هناك العديد من الأسباب الأخرى:
الحد من وفيات الأمهات والرُّضَّع
يمكن لتنظيم الأسرة أن يمنع حالات الحمل والولادة المتقاربة والمتأخرة، مما يسهم في انخفاض معدلات وفيات الأمهات والرُّضَّع في العالم، كما أن الرُّضَّع من الأمهات اللاتي يَمُتْنَ نتيجة الولادة يتعرضون أيضاً لخطر أكبر للوفاة وسوء الحالة الصحية.
المساعدة على الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية
يقلل تنظيم الأسرة من خطر الحمل غير المرغوب فيه بين النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، مما يؤدي إلى عدد أقل من الأطفال المصابين واليتامى، وبالإضافة إلى ذلك توفر الواقيات الذكرية والأنثوية حماية مزدوجة من حالات الحمل غير المرغوب فيه ومن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية.
زيادة الوعي الذاتي وتطوير التعليم والعمل
يتيح تنظيم الأسرة للناس اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم الجنسية والإنجابية، ويمثل تنظيم الأسرة فرصة للمرأة لمتابعة التعليم الإضافي والمشاركة في الحياة العامة بما في ذلك العمل بأجر في المنظمات والشركات، كما أن عدد الأطفال المحدود في كل أسرة يسمح للآباء بالاهتمام أكثر بكل طفل، فالأطفال الذين لديهم أشقاء أقل يميلون إلى البقاء في المدرسة لفترة أطول من تلك التي لديها العديد من الأشقاء.
الحد من حمل المراهقات
المراهقات الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالولادة المبكرة أو إنجاب الأطفال بوزن منخفض، كما أن الأطفال المولودين للمراهقات يزداد لديهم معدل الوفيات في عمر مبكر، ويتعين على العديد من الفتيات المراهقات اللواتي يحملن مبكراً مغادرة المدرسة، هذا ينطوي على آثار طويلة الأجل بالنسبة لهم كأفراد وعلى أسرهم ومجتمعاتهم المحلية.
تباطؤ النمو السكاني
يعتبر تنظيم الأسرة عاملاً أساسياً في إبطاء النمو السكاني غير المستدام وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على الاقتصاد والبيئة والجهود الإنمائية الوطنية والإقليمية.
فوائد صحية أخرى لتنظيم الأسرة
ووفقاً لتقرير صدر في نوفمبر 2003 من المجلة الدولية للسرطان فأن استخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم لمدة خمس سنوات أو أكثر يقلل من فرص المرأة في الإصابة بسرطان المبيض في المستقبل، وحبوب منع الحمل أيضاً تقلل من خطر كيسات المبيض، وبعض العلامات التجارية من وسائل منع الحمل عن طريق الفم قد تساعد أيضاً في التخلص من حب الشباب، تنظيم أو تقليل تدفق الطمث، الحد من تقلصات الدورة الشهرية، وغيرها من أعراض ما قبل الحيض.
ولعل الأهم من ذلك أن تنظيم الأسرة يمكن أن يساعد في إنقاذ حياة النساء والأطفال لاسيما في بلدان العالم الثالث، حيث أن برامج تنظيم الأسرة لها تأثير هائل في الحد من وفيات الأمهات، ووفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان تموت امرأة كل ثماني دقائق أثناء الإجهاض غير المأمون، ويمكن منع ما يقرب من 2.7 مليون حالة وفاة حديثي الولادة كل عام عن طريق تحديد النسل.